حي حراء الثقافي بمكة المكرمة يثري التجربة الإيمانيّة للزائرين في سبر أغوار الرسالة النبوية

 

كتب-محمد حلمى 

مع سطوع أنوار النبوة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأثر الإسلام الخالد، يزداد وتيرة معانيه في نفوس المسلمين قاطبة، لما حظيت به رسالة سيد البشر من تعاليم دينية قيّمة وسمحة، وفي ظل ما تمثله الشواهد التاريخية، التي تعد عنصرًا عظيمًا منذ بزوغ فجر الإسلام.

 ويشهد غار جبل حي حراء الثقافي بمكة المكرمة، الذي تم تمهيد طريق الصعود إليه وإطلاقه مؤخرًا، إقبالًا واسعًا من المعتمرين وضيوف الرحمن، للسبر في أغوار ما جاء في الرسالة النبوية عندما أبلغ جبريل بذلك؛ النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومعايشة الزائرين الأجواء الروحانية والإيمانيّة التي عاصرها أفضل الخلق في تلك الحقبة الزمنية المباركة التي خط فصولها بسيرة تعبدية يتأمل من خلالها في خلق الله -سبحانه وتعالى-، حيث يشهد طريق الصعود للغار في الشهر الفضيل توافد كبير من ضيوف الرحمن للتعرف بشكل موسع عن محتوى الغار، وما يشتمله من موقع تاريخي وجغرافي.

 وأعلن ‎مشروع حي حراء عن استقبال أكثر من مليون زائر من أكثر من 112 جنسية، ليشكل الحي مقصداً للزوار والمعتمرين طيلة الشهر الفضيل، لما يحتويه من إسهامات جليلة في عرض محتويات البعثة النبوية الشريفة، التي ضمت بين جنباته معرض الوحي عند سفح جبل غار حراء، حيث يقدم لرواده رحلة تثقيفية عن قصة نزول القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيما يقدم على الصعيد ذاته تجربة تفاعلية فريدة من نوعها من حيث عرض مجموعة من المتاحف والمعارض التي تعكس المكانة الإسلامية والتاريخية لأطهر بقاع الأرض “أم القرى” وما يحتويه الحي بشكله العام والمعرض على وجه الخصوص من تقنيات متقدمة تُسهم بشكل فعّال في الوعي والتثقيف، إلى جانب إثراء التجربة الدينية والثقافية لزوار مكة المكرمة.

 ويُعد المشروع الواقع على مساحة تفوق 67 ألف م2، معلماً ثقافياً وسياحياً فريداً من نوعه، والذي تُشرف عليه الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة الثقافة، ووزارة السياحة، وأمانة العاصمة المقدسة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والهيئة العامة للأوقاف، في حين يهدف إلى تطوير الموقع بما يليق بمكانته التاريخية ومكانة المملكة ورعايتها للبقاع المقدسة والمواقع التاريخية وقاصديها، واستثمار عطاءات المكان الطبيعية وقيمته التاريخية، بما ينسجم مع مكانة مكة المكرمة وبُعدها الديني والإنساني والتاريخي، وإضافة عناصر تنموية تُمثل قيمة مضافة للمكان.

Related posts

Leave a Comment